تستضيف المملكة ممثلةً في الهيئة العامة للإحصاء الاجتماع الأربعين للمجموعة رفيعة المستوى المعنية بالشراكة والتنسيق وبناء القدرات في مجال الإحصاءات لأجندة التنمية المستدامة لعام 2030 (HLG-PCCB) التابعة للأمم المتحدة وذلك خلال يومي (10 – 11) نوفمبر الجاري في مقر الهيئة بمدينة الرياض، بمشاركة أعضاء اللجنة من رؤساء المكاتب الإحصائية وممثلي المنظمات الإحصائية الدولية والإقليمية. ويأتي هذا الحدث الدولي في إطار مكانة المملكة المتنامية في دعم منظومة الإحصاءات الدولية وتعزيز الجهود المشتركة لتطوير القدرات الإحصائية بما يسهم في متابعة قياس التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنسيق المبادرات ذات الصلة بين دول الأعضاء. وتُعد استضافة المملكة لهذا الاجتماع تأكيدًا على مكانتها الريادية في المجال الإحصائي على المستوى الدولي، ودورها في دعم الجهود الدولية لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وانسجامًا مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تعزيز تبادل المعرفة وتطوير البنية الإحصائية الوطنية والدولية. ويستعرض المشاركون في الاجتماع سُبل تعزيز التكامل بين النظم الإحصائية الدولية وتطوير القدرات الوطنية لإنتاج بيانات دقيقة وموثوقة، إضافةً إلى مناقشة سُبل توسيع استخدام البيانات المبتكرة وأحدث المنهجيات الإحصائية الداعمة للخطط التنموية والاقتصادية، وبحث الإستراتيجيات المعززة للملكية الوطنية للبيانات، ودور القطاع الخاص في دعم منظومة البيانات الإحصائية للدول الأعضاء، إلى جانب مراجعة خطة العمل لعام 2026 والاستعداد لتقديم تقرير المجموعة إلى لجنة الإحصاء بالأمم المتحدة خلال الربع الأول منه. يشار إلى أن مجموعة (HLG-PCCB) أنشأتها اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والأربعين، بعضوية رؤساء المنظمات الإحصائية الدولية والإقليمية، ويرتكز عمل المجموعة على التعاون الدولي في تطوير الأنظمة الإحصائية، والإشراف على تنظيم منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات، وتطوير إستراتيجيات البيانات الإحصائية من خلال دعم الدول في تطوير سياساتها الإحصائية بما يتماشى مع المعايير الدولية. ومن جانبه أشاد الإعلامي محمد أبو زيد، الخبير الأممي، ومؤسس منظمة الأمم المتحدة للتدريب والإعلام، باستضافة المملكة العربية السعودية الاجتماع الـ40 لمجموعة الأمم المتحدة في مجال الإحصاءات، وهو ما يعكس مكانة المملكة الدولية في مجالات الاحصاء وهو ما عمل على تطوير البنية الأحصائية لجميع الهيئات والوزارات في المملكة مما يعزز من موقعها ومكانتها الكبيرة بين دول العالم.
أسامة الشاهد: معرض النقل والصناعة سيجعل مصر مركزا صناعيا إقليميا
قال المهندس أسامة الشاهد، رئيس حزب الحركة الوطنية أن انطلاق الدورة السادسة من معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجستيات والصناعة TransMEA خلال الفترة من 9-11 نوفمبر 2025 تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وبمشاركة أكثر من 500 شركة من 30 دولة، خطوة هامة تضاف إلى خطوات البلاد نحو تحول مصر إلى مركز صناعى إقليمي. وأوضح الشاهد في تصريحات له اليوم، أن الدورة السادسة من المؤتمر التى ستنطلق غدا الأحد تأتى تحت شعار ” الصناعة والنقل معا لتحقيق التنمية المستدامة” وأردف قائلا: إن تنظيم هذا المعرض يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تشهد الدولة نهضة غير مسبوقة في مجال التصنيع المحلي خاصة وأن الصناعة اليوم أصبحت محوراً رئيسياً لزيادة معدلات النمو، وتعميق التصنيع المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ورفع تنافسية الصادرات المصرية. ونوه عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إلى أن المعرض سيبرز العديد من الفرص والمبادرات والشراكات، بالإضافة إلى استراتيجيات دعم التصدير، واستعراض التقنيات المتطورة لتحسين جودة المنتجات، وتحفيز زيادة المكون المحلي. وأضاف، أيضا يعمل ذلك المعرض على الربط بين مصنعي كل من المكونات والمنتجات النهائية، وتوفير الأراضي الصناعية وترفيقها، وكذلك الربط مع المناطق اللوجستية لتيسير عمليات التصدير. ولفت إلي أن الفترة الأخيرة تشهد دعما كبيرا من القيادة السياسية لقطاع الصناعة، حيث توجد توجيهات للحكومة بالتيسير على المصنعين من خلال إطلاق وزارة الصناعة لمنصة مصر الصناعية الرقمية والتي تتيح طرح وتخصيص الأراضي والوحدات الصناعية بكافة المحافظات وكذلك استخراج الرخص والتصاريح اللازمة آلياً. وأكد الشاهد، أن مجال الصناعة يعد أهم قطاع إنتاجى يمكنه تحقيق التنمية المستدامة بالبلاد، وتحقيق الاستقرار الاقتصادى وتوفير العملة الأجنبية وفرص العمل وبالتالي تحقيق نقلة نوعية بالبلاد. ويذكر أنه افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، الدورة السادسة من المعرض والمؤتمر الدولي النقل الذكي واللوجستيات والصناعة TransMEA20، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت شعار “الصناعة والنقل معا لتحقيق التنمية المستدامة”. وحضر الافتتاح عدد كبير من الوزراء، ووزراء النقل والصناعة بالدول العربية والأفريقية والأوروبية، بجانب العديد من السفراء من مختلف دول العالم، ورؤساء كبرى الشركات العالمية والمحلية المتخصصة في مجالي النقل والصناعة. يحظى المعرض بمشاركة عالمية واسعة من كبرى الشركات العالمية والمحلية المتخصصة، حيث يشارك في دورته هذا العام 500 شركة عالمية من 30 دولة.
السعودية: تجمع مطارات الثاني يترشح لجوائز سكاي تراكس العالمي
أعلن تجمع مطارات الثاني، المُشغِّل لـ 22 مطارًا في مختلف مناطق المملكة، عن ترشحه من أجل نيل عدة جوائز ضمن نطاق برنامج سكاي تراكس العالمي لجودة المطارات؛ وذلك بهدف قياس تجربة المسافرين، وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة. وتأتي المشاركة بهدف رفع مستوى الأداء وتحسين تجربة المسافرين، بما يعكس التقدّم في البنية التحتية وجودة الحياة لمرتادي المطارات، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تطوير قطاع النقل الجوي وتعزيز مكانة المملكة على خارطة الطيران العالمية. وأكد التجمع أن هذه الخطوة تجاء لتعد حافزًا لمواصلة العمل نحو تحقيق أعلى معايير الجودة والتميز التشغيلي، وتقديم تجربة سفر مميزة تعكس مكانة المملكة الريادية في قطاع الطيران. والجدير بالذكر أن سكاي تراكس منظمة دولية مقرها المملكة المتحدة، متخصصة في تقييم جودة الخدمات وتجربة السفر في المطارات وشركات الطيران حول العالم، وتصدر سنويًا تصنيفات تعتمد على استطلاعات رأي الملايين من المسافرين.
تعليق استخدام كل طائرات الشحن الأمريكية من طراز MD-11
قررت هيئة الطيران الفدرالية الأمريكية (إف أيه أيه)، العمل على تعليق استخدام كل طائرات الشحن من طراز MD-11 لإجراء مراجعة للسلامة، وذلك بعد تحطم إحداها في ولاية كنتاكي هذا الأسبوع. ويأتي القرار عقب انفجار طائرة ماكدونل دوجلاس MD-11 تابعة لأسطول شركة يو بس أي (UPS) الأمريكية للشحن، واشتعال النيران فيها إثر تحطمها بعيد إقلاعها من مطار مدينة لويفيل الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا. وأعلنت شركتا يو بي أس وفيديكس للشحن الجمعة تعليق استخدام هذا الطراز، بينما أوصت شركة بوينج المالكة لماكدونل دوجلاس، جميع مشغّلي هذه الطائرات بوقف استخدامها حاليا. ومن جانبها أصدرت هيئة الطيران الفدرالية الناظمة للملاحة الجوية في الولايات المتحدة، توجيها طارئا السبت “يحظر أي رحلات إضافية إلى حين فحص الطائرة وتنفيذ كل الإجراءات التصحيحية، وجاء التوجيه ليشمل أيضا طرازي MD-11 وMD-11F، بحسب الهيئة التي قالت إنه يأتي “نتيجة حادثة انفصل خلالها المحرك الأيسر… عن الطائرة أثناء الإقلاع”، وقد خلصت إلى أن “هذا الوضع غير الآمن يرجح أنه قائم أو قد يحصل في منتجات أخرى من طراز التصميم ذاته”، وفقا لموقع الاقتصادية. وأعلنت شركة يو بي إس الجمعة تعليق استخدام طائرات MD-11 التي تشكّل نحو تسعة في المئة من أسطولها. بدورها أعلنت “فيديكس” (FedEx) أنها علّقت استخدام 28 طائرة MD-11 من ضمن أسطولها الإجمالي الذي يضم نحو 700 طائرة. وكانت بوينج التي استحوذت على الصانع ماكودنل دوجلاس في العام 1997، أكدت أنها “أوصت الشركات الثلاث المشغّلة لطراز MD-11 للشحن، بتعليق الرحلات إلى حين إجراء تحليل هندسي إضافي”. وكادت الطائرة المحمّلة بنحو 38 ألف جالون من الوقود (ما يعادل نحو 900 برميل من النفط) في رحلة طويلة إلى هاواي، أن تصطدم بمصنع رئيسي لتجميع سيارات فورد، يعمل فيه نحو 3 آلاف شخص. وأظهرت لقطات جوية لموقع السقوط أثرا طويلا من الحطام، بينما كان رجال الإطفاء يرشّون الماء لإخماد النيران وسط الدخان. وأعلن تود إنمان، العضو في المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي (NTSB)، هذا الأسبوع العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، أي مسجّل بيانات الرحلة ومسجّل صوت قمرة القيادة، وسيُرسلان إلى واشنطن للتحليل. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 14 بعد العثور على جثة إضافية في الموقع، بحسب ما أعلن حاكم ولاية كنتاكي أندي بيشير. وكتب عبر إكس “رجاء صلّوا لهذه العائلات، للسكان في لويفيل وجميع من تأثّروا بهذه الحادثة الرهيبة”. وهذا العدد من الضحايا هو الأكبر في تاريخ شركة يو بي اس التي يقع مركزها الرئيسي في وورلدبورت في لويفيل، حيث توظف آلاف الأشخاص. والطائرة، وفق المجلس الوطني لسلامة النقل، مصنّعة في العام 1991 وتم تعديلها لاستخدامها لأغراض الشحن.
كيف ولد الاقتصاد الإبداعي من رحم “الحرف اليدوية” السعودية ؟
تعد صناعة “الحرف اليدوية” ركيزة أساسية وأصيلة من “التراث الثقافي غير المادي”، ومرآةً صادقة لتفاعل الإنسان مع بيئته المحلية، بما تحمله من مهارة وإبداع وقيم جمالية متوارثة؛ تجسد الهوية السعودية وتربط الحاضر بالماضي، ومواصلة الاعتزاز بها حتى اليوم؛ تعريفًا واحتفاء بها وتحويلها إلى قطاع اقتصادي إبداعي يسهم في تنويع مصادر الدخل ويعزّز حضور الثقافة في الحياة اليومية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية 2030. وفي زيارة له للسعودية راح يصف الباحث الفرنسي في مجال الفنون والعمارة التقليدية الدكتور تيري موجيه (1947 – 2017 م) إعجابه بمهارة وإبداع حائكات “السدو” في أحد المواقع التي زارها عام (1994م) وسط الربع الخالي جنوب شرق المملكة، ويقول: “إن عملية النسيج الشاقة هنا تعطي أفضل مثال على الاهتمام بالحرفة اليدوية البدوية، حيث يجري في كثير من الأحيان إنتاج أشياء رائعة الجمال بأقل الوسائل الممكنة”. ونوه “موجيه” في كتابه “بدو المملكة العربية السعودية”- الصادرة ترجمته الجديدة عام (2021م) بدعم وإشراف وزارة الثقافة – أداة النسيج المعروفة بـ “النول” بأنها من طراز فريد، أفقي وسهل الفكّ والحمل حتى أثناء العمل عليه، ويمكن إصلاح أي جزء مفقود منه بسهولة، مما يجسّد عبقرية البساطة في الإبداع الإنساني. وفي تحول كبير أدركت المملكة هذا البعد العميق من خلال تحويل “الحرف اليدوية” إلى مشروع ثقافي وطني تبنّته الجهات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة، حيث أعلن مجلس الوزراء (عام 2025م) عامًا للحرف اليدوية، في خطوة تهدف إلى إبراز هذا الموروث الغني والتعريف به محليًا ودوليًا، وفقا لتقرير بثته وكالة الأنباء السعودية . ولفت التقرير إلى قصة “الحرف اليدوية” بدأت منذ آلاف السنين وكانت جزءًا من مقوّمات حضارة الإنسان في الجزيرة العربية، حيث برع الحرفيون في صناعة الأدوات والملابس والحُلي ومواد البناء، وقد سجّل الشعر العربي القديم تقديرًا لهذه المهارات، وامتدح شعراء آخرون دقة الحياكة والبناء، مما يؤكد المكانة المرموقة التي حظي بها الحرفي في المجتمع العربي القديم، وهنا يُقصد بالحرف اليدوية الأنشطة التي تعتمد على المهارة والإبداع الفردي باستخدام خامات البيئة المحلية لتحويلها إلى منتجات ذات قيمة نفعية وجمالية، وغالبًا ما تُنتَج هذه القطع دون اعتماد على الآلات الحديثة، ما يجعل كل منتج فريدًا بطابعه الإنساني الخاص، حيث يضم هذا القطاع فئاتٍ متنوعة من الحرفيين المتخصصين والهواة والباحثين، ممن يسهمون جميعًا في حفظ هذا الإرث ونقله إلى الأجيال الجديدة. وأوضح التقرير أن عدد من مناطق المملكة تتميز بتنوّع كبير في “الحرف اليدوية” يعكس تنوّعها الجغرافي والثقافي؛ ففي البادية برز “السدو” وبيوت الشعر المصنوعة من صوف الإبل والماعز، وفي الجبال انتشرت صناعة الأدوات الخشبية والفخارية، بينما اشتهرت السواحل بصناعة القوارب وشباك الصيد، والمناطق الزراعية بصناعات الليف والخوص المستمدة من النخيل. وتظل كسوة الكعبة المشرفة ذروة الحرف الإسلامية ورمزها الروحي الأسمى؛ تُنسج من حرير طبيعي أسود وتُطرَّز آياتها بخيوط الذهب والفضة، وتُبدَّل سنويًا غرة كل عام هجري وفق عملية دقيقة تبدأ برفع الجزء السفلي في موسم الحج حمايةً لها، ثم تفكيك اللوحات وخياطتها وتركيبها على الجدران الأربعة. ويقدر حجم المواد المستخدمة بآلاف الكيلوغرامات من الحرير، وعشرات الكيلوغرامات من خيوط الذهب والفضة، لتبقى هذه الكسوة شاهدةً على تفرّد الحرفة وسموّ معناها الديني والثقافي. وتمثل عمارة الطين اليوم أنموذجًا حيًّا لتوظيف المعرفة التقليدية في المشروعات التعليمية والتجريبية الحديثة، فلو أخذنا العمارة النجدية القديمة كأحد الأمثلة، سنجد أنها تقوم على الطوب اللَّبن والمواد المحلية بتقنيات تتكيّف مع المناخ الصحراوي، فالجدران السميكة تعمل عازلًا طبيعيًا، والأفنية الداخلية تمنح توازنًا حراريًا وتهويةً مستمرة عبر “الفرجات” و”الشرفات” التي تشكّل هوية المكان. ويحتفظ “السدو” بمكانته كذاكرةٍ حيّة للنسيج البدوي، حيث تتولى النساء حياكته أفقيًا على “نولٍ” أرضي بأسلوب “النسج الوجهي”، مستخدمات صوف الإبل والوبر في تشكيلات هندسية تستلهم الصحراء وألوانها. ونجحت المملكة في تسجيل عنصر “حياكة السدو” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة “اليونسكو” كملف مشترك مع دولة الكويت الشقيقة، وتم إعلان التسجيل خلال اجتماعها السنوي في ديسمبر (2020م). وفي السياق ذاته، يبرز فنّ الأبواب النجدية المنحوتة يدويًا والمزخرفة بزخارف هندسية ونباتية متقنة، بوصفه امتدادًا لموروث البيت والأسواق القديمة، ويوثّق الحرفيون اليوم تقنيات الحزّ والنحت الطبقي وتلوين النقوش في أبواب ثلاثية الأبعاد، بدعم من مبادرات وطنية تهدف إلى تمكين الحرفيين وتوثيق النقوش وإدماجها في منتجات معاصرة. وتتجلّى في مجال “الحرف الورقية” براعة حرفة التجليد والتذهيب، التي تجمع بين الفن والعلم في صون المخطوطات والكتب القديمة، تبدأ العملية من إعداد الغلاف الجلدي وخياطة الكعوب والصفحات، مرورًا بزخرفة الأسطح وضرب القوالب وتذهيب العناوين. وتبرز دراسات عديدة مدارس التجليد الإسلامي وموادها التاريخية، فيما تعتمد هيئة التراث هذه الحرفة ضمن السجل الوطني للحرف التقليدية. أما الدِّلال العربية فتُعد من رموز الضيافة التي تحمل بصمات مناطقها وصُنّاعها، إذ تبرز “الدلة الحساوية” و”القرشية” المرتبطة بمكة المكرمة وتقاليد الضيافة الحجازية، و”القريشيات الحائلية” التي تحتفظ بتسميات وزخارف محلية مميزة، حيث أصبحت بعض الأنماط القديمة تُقتنى في المزادات لهويتها الفنية، مؤكدةً أن الدلة ليست وعاءً للقهوة فحسب، بل سجلًّا حرفيًا وثقافيًا يروي تاريخ المجتمع وصانعه. وفي الأحساء، أصبحت حرفة صناعة “البشوت” رمزًا للأناقة الوطنية، التي ما زالت تحافظ على طابعها التقليدي رغم المنافسة الصناعية، إذ تتوارث عائلات الحياكة والتطريز أسرار صناعتها بخيوط الزري الذهبية والفضية والحريرية، وتتنوّع مدارس التطريز وألوان الأقمشة بين الأسود والسكّري والأبيض وألوانٍ حديثة لاقت رواجًا بين الشباب، فيما توثقت أسماء صُنّاعٍ في الهفوف والمبرز، مبرزةً أنماط التطريز الثلاثة واستخدام الزري الفاخر في القطع الاحتفالية الرفيعة. أما صناعة “السُّبح” فتشكّل فنًا دقيقًا يجمع بين الخشب والعقيق والكهرمان والمواد الحديثة، وتتكوّن السبحة من خرزٍ رئيسي و”فواصل” و”شاهد” و”كركوشة”، وتختلف مدة صناعتها حسب المادة، إذ قد تمتد من يومٍ واحد إلى شهر عند استخدام الكهرمان النادر. كما تتنوّع الخيوط بين القطن والحرير والنايلون تبعًا للمدرسة الحرفية والأسلوب الفني. ويُعدّ “القط العسيري” من أبرز الحرف اليدوية الإبداعية السعودية المسجّلة ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، حيث يُعد من الأنماط الزخرفية التي تشتهر بها منطقة عسير، ويتميّز بالأشكال الهندسية والنقوش الملوّنة على الجدران الداخلية للمنازل التقليدية، ويعتمد على الزخارف البديعة التي تستوحي أبعادها ودلالاتها من الثقافة المحيطة، وخصوصًا ألوان الطبيعة. وتشير الإحصاءات الرسمية لهيئة التراث إلى تسجيل (51) حرفة معتمدة عبر منصة “أبدع”، إضافة إلى تسجيل (9824) شخصًا في السجل الوطني للحرفيين، منهم (2042) حرفيًا و (778) حرفية، مما يعكس المشاركة الواسعة للنساء في هذا المجال. وتقدّم منصة “أبدع” الإلكترونية خدماتٍ متنوعة تدعم حيوية القطاع الثقافي السعودي، وترفع من كفاءته وجاذبيته الاستثمارية، بما يجعل من الثقافة عاملًا مؤثرًا في الاقتصاد الوطني، ومجالًا حيويًا فعّالًا يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030م، حيث تقدّم فئاتٍ متعددة من التراخيص في مجال الحِرف اليدوية للأفراد والمنشآت، وهي: رخصة ممارس حرفي (أفراد)، ورخصة محل بيع منتجات حرفية
“بيبان 2025” يختتم فعالياته بحصيلة اتفاقيات بـ 38 مليار ريال
اختتمت فعاليات ملتقى “بيبان 2025” الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” على مدى أربعة أيام تحت عنوان “وجهة عالمية للفرص” بحصيلة اتفاقيات وإطلاقات بلغت أكثر من 38 مليار ريال، في حين وصل عدد زوار الملتقى أكثر من 100 ألف زائر. وقد شهد اليوم الرابع والأخير من الملتقى توقيع 4 اتفاقيات تعاون وإطلاق مشاريع ومبادرات بقيمة إجمالية قاربت 8.1 مليارات ريال، في خطوة؛ تهدف إلى دعم ريادة الأعمال، وتعزيز نمو المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في المملكة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030؛ حيث وقعت “منشآت” ثلاث اتفاقيات تعاون تمويلية مع عدد من الشركات المتخصصة في قطاع التمويل؛ بهدف دعم رواد الأعمال والمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وتعزيز وصولهم إلى حلول مالية ميسّرة. وتضمنت الاتفاقيات، توقيع اتفاقية تعاون مع شركة ليندو للتمويل لتقديم محفظة تمويلية بقيمة 6 مليارات ريال، ومع شركة تمويل الأولى لتخصيص 1.2 مليار ريال، إلى جانب اتفاقية مع شركة تأجير للتمويل لتوفير 500 مليون ريال، بما يسهم في تنويع أدوات التمويل وتوسيع الفرص أمام رواد ورائدات الأعمال لتطوير أعمالهم وتنمية مشاريعهم. ووقّعت “منشآت” اتفاقية تعاون مع مؤسسة الأميرة العنود الخيرية؛ لدعم وتمكين رواد الأعمال في مختلف مناطق المملكة، من خلال احتضان عدد من رواد أعمال والعمل على تطوير مشاريعهم وتوسيع نطاقها في الأسواق، وفقا لوكالة الأنباء السعودية. وشهد اليوم الأخير للملتقى، إعلان الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” ممثلةً بمركز الابتكار عن إطلاق وفتح باب التسجيل في الدفعة الحادية عشرة من برنامج “رواد الابتكار”، إضافة إلى تكريم أفضل خمس جامعات ريادية على مستوى المملكة، وفق نتائج مبادرة دراسة المنظومة الريادية في الجامعات، وتكريم الشركات الفائزة في مسابقة “رواد أعمال الجامعات”، وتتويج الفائزين في مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال، وتكريم أبرز الجهات التمويلية الداعمة للمنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لعام 2024. وكان اليوم الأول من ملتقى “بيبان 2025” قد شهد توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق العديد من المبادرات الريادية والتمويلية بقيمة مالية تجاوزت 22,3 مليار ريال، وذلك؛ بهدف دعم ريادة الأعمال في مختلف المجالات، وتعزيز مكانة المملكة بصفتها مركزًا عالميًّا للنشاط الريادي، كما وقعت منشآت خلال اليوم الثاني 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق 5 من المبادرات الداعمة والممكنة، التي تعكس حرص مختلف الجهات على دعم ريادة الأعمال وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وبلغت حصيلة الاتفاقيات والإطلاقات التي وقعتها “منشآت” في اليوم الثالث، 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، و7 إطلاقات تجاوزت قيمتها الإجمالية (7.6) مليارات ريال، وهي عبارة عن محافظ تمويلية دعمًا للمشاريع الريادية وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وفي الجانب الدولي تضمن الملتقى، توقيع عددٍ من الاتفاقيات الدولية مع منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO)، والمعهد الكوري لتطوير الشركات الناشئة وريادة الأعمال، والوكالة الوطنية للابتكار التايلندية، ووكالة سنغافورة لتطوير الأعمال، ووكالة استثمر في الهند، ووكالة KOSME الكورية، ومجلس التجارة والاستثمار السويدي، والوكالة الفرنسية لتطوير الأعمال. واحتضنت مسارح ملتقى “بيبان 2025” الثلاثة أكثر من 200 متحدث محلي وعالمي، ناقشوا عبر جلسات حوارية نوعية محاور متعددة شملت الذكاء الاصطناعي، والفضاء، والاستدامة، وريادة الأعمال، والتمويل، والتقنية، وسلاسل الإمداد، وغيرها من الموضوعات، كما شهد الملتقى خلال أيامه الأربعة تجمعًا كبيرًا لرواد الأعمال من مختلف دول العالم، وأقيمت خلاله العديد من الفعاليات، تضمنت أكثر من 80 ورشة عمل، و2150 جلسة استشارية و1000 جلسة إرشاد. وشهد باب التجارة الإلكترونية حضورًا لافتًا تجاوز 36 ألف زائر ومستفيد، ما يعكس الإقبال الكبير على الحلول الرقمية والابتكارات التقنية في قطاع التجارة الإلكترونية، ودوره الحيوي في دعم منظومة الأعمال، وتمكين روادها ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. وبلغت قيمة الصفقات الاستثمارية في حلبة المستثمرين 22.2 مليون ريال استفاد منها 55 شركة ناشئة على مدى أربعة أيام الملتقى، وشارك في الملتقى أكثر من 1021 شركة ناشئة من 66 دولة حول العالم. ويُعدُّ ملتقى “بيبان” أحد أكبر المنصات الريادية في المملكة والمنطقة، التي تُنظمها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”؛ بهدف تمكين رواد الأعمال، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني. ومنذ انطلاقه شكّل الملتقى نقطة التقاء رئيسة تجمع الرواد والمستثمرين وصنّاع القرار والجهات المُمكّنة تحت سقف واحد، عبر منظومة من الأبواب والبرامج التي تغطي مختلف جوانب رحلة ريادة الأعمال من التأسيس إلى النمو والتوسع.